سلس البول الليلى | الاسباب والتشخيص والعلاج

سلس البول الليلى | الاسباب والتشخيص والعلاج

يعتبر سلس البول الليلي (التبول الليلى اللاإرادى ) من الأمراض التي تسبب مشاكل نفسية واجتماعية عديدة للأطفال وذويهم وهو من الأمراض الشائعة بعكس ما يتصور البعض وللاسف لا توجد إحصاءات دقيقة في عالمنا العربي بخصوص هذا الموضوع فالوالدين يعتبر هذا الموضوع عار ويحاولان التستر عليه ويكفي ان نعرف ان في الولايات المتحدة يعاني من هذا المرض ما بين 5- 7 مليون طفل .

عادة ما يحدث تحكم بالبول – جفاف – بالنهار خلال السنه الثانيه للعمر وأثناء الليل خلال السنة الرابعة من عمر الطفل وذلك بسبب نضج الجهاز العصبي.

أسباب سلس البول الليلى

الأسباب غير واضحة فهناك عدة نظريات في هذا الخصوص أبرزها نظرية تأخر تطور الجهاز العصبي وملخصها أن في هؤلاء الأطفال يتأخر نضج الجهاز العصبي ويقلل ذلك من قدرة الطفل على السيطرة على المثانة أثناء النوم وتفترض هذه النظرية أنه بعد مدة يحدث شفاء تلقائي حتى بدون علاج وهو يحدث في نسبة من الحالات.

وهناك نظرية العوامل الجينية الوراثية حيث تشير الإحصائيات أيضا إلى ان 77% من الأطفال المولودين لأبوين كانا يعانيان من السلس يعانون أيضا من السلس  و44 % من الأطفال المولودين لأحد الأبوين كان يعاني من السلس يصبح عندهم سلس ليلي وهناك نظرية تعتبر السلس البولي الليلي خلل وظيفي في النوم وأن هؤلاء الأطفال لديهم مشاكل في الاستيقاظ وهناك عوامل نفسية وسلوكية وهناك نظرية تفترض ان إفراز هرمون الغدة النكافية المسئولة عن تركيز البول  يقل افرازها أثناء الليل ويستدل أنصار هذه النظرية ان هناك نسبة كبيرة من المرضى تستجيب لمضادات هذا الهرمون .

التشخيص وخيارات علاج سلس البول الليلى:

التشخيص ليس صعبا وعموما الأطفال أقل من 6 سنوات لا يحتاجون إلى أي أبحاث وبالنسبة للأكبر سنا لا يتعدي الآمر كشف إكلينيكي لاستبعاد أي عيوب خلقية في العمود الفقري و الأعضاء الذكرية وتحليل بول لقياس قدرة الكلى على تركيز البول وهذا كاف في معظم الحالات 0 قبل البدء في العلاج يجب اعتبارات مهمة على رأسها يجب أن يكون هناك تعاون تام مع الآسرة ( الوالدين ) والمريض نفسه ومخاطبة الطفل باعتباره غير مسئول عن المشكلة ولكنه مشارك أساسي في العلاج وإلغاء عقدة الذنب لدى جميع الأطراف وكذلك مواجهة المشكلة باعتبارها مرض قابل للعلاج وتكاتف الجميع من أجل هذا الهدف .

خيارات العلاج : 

تنقسم إلى قسمين رئيسيين علاج بالعقاقير ( الأدوية ) وعلاج بغير الأدوية والذي يتفرع الي علاج بالتحفيز والعلاج السلوكي ( الارتباط الشرطي ) وتدريب المثانة والعلاج النفسي وتنظيم الغذاء وسنتكلم بإيجاز عن كل هذه الوسائل .

العلاج بالتحفيز :

يعتمد أساسا العلاج الحافز على طمأنة الوالدين والطفل وإمداد الطفل بالدعم العاطفي الذي يكون في اشد الحاجة اليه ومن الوسائل الفعالة في هذا السبيل وضع  جدول يومي مسجل فيه الليالي التي يحدث فيها بلل الفراش والأخرى التي لا يحدث فيها ويقوم الطفل بنفسه بالتسجيل ووضع مكافأة التقدم الإيجابي في نسبة الليالي الجافة ونسبة الشفاء في هذا النظام تصل إلى 25% ونسبة تحسن تصل إلى 75 %

النظام الغذائي :  

هناك العديد من الأطعمة والمشروبات التي تساعد على زيادة كمية البول وبالتالي ابتلال الفراش بالنسبة لهولاء الأطفال ومنع هذه الأنواع من ألا طعمه والمشروبات خيار جيد مثل القهوة والشاي والشكولاته والعصائر الحمضية مثل الليمون والبرتقال والآيس كريم والكولا وتقليل كمية السوائل ومنع هذه الأنواع مساءا .

العلاج السلوكي :

يعتمد هذا النوع على وجود جهاز تنبيه موصل به مجسات حساسة في فراش الطفل متصلة بجرس او جهاز  اهتزاز حسب النوع يوقظ الطفل قبل أن يفرغ المثانة وتكون بضع نقاط فقط قد تسربت ويذهب الطفل إلى الحمام لتفريغ المثانة ومع الوقت يصبح هناك ارتباطا شرطيا بين إفراغ المثانة والاستيقاظ ويمكن عندها الاستغناء عن الجهاز وهذه الأجهزة متوفرة وهي وسيلة جيدة وسعرها معقول حوالي ( 50 دولار ) ولكن لا ننصح بها إلى الأقل من 7 سنوات ويستعمل جهاز التنبيه حتى يحدث أن  يظل الطفل ثلاثة أسابيع جافا أثناء النوم وإن حدثت انتكاسة يعاد استعماله من جديد .

تدريب المثانة :

في بعض الأطفال تكون المثانة صغيرة ولا تخزن كمية كبيرة من البول ويتم تدريبهم بأن يحاولوا تخزين البول في مثانته اكبر وقت ممكن قبل الذهاب إلى الحمام أثناء النهار وذلك يساعد علي زيادة حجم المثانة أثناء الليل وبعض الدراسات تشير إلى أن فترة 6 شهور من التدريب قد أدت إلى نسبة نجاح قاربت 20%

العلاج بالأدوية والعقاقير :

هناك العديد من الأدوية المتاحة لعلاج  السلس البولي الليلي وهي في العادة تستعمل بعد أن تفشل الوسائل الأخرى وليس اقل من 7 سنوات

1. عقار التفرانيل  tofranil   أكثر الأدوية استعمالا في علاج السلس البولي الليلي ومنذ أكثر من 25 عام طريقة عمل العقار بالضبط كعلاج للسلس البولي الليلي غير معروفة على وجه اليقين الجرعة الابتدائية منه 25 مجم قرص قبل النوم بساعة وبعد أسبوع او أسبوعين إذ لم يكن هناك نتائج مرضية تزداد الجرعة الى 50 مجم قرص قبل النوم بساعة في الأطفال من سن 7 – 12 سنة وحتى 75 مجم قرص قبل النوم بساعة لمن هم اكبر من 12 سنة ويستمر العلاج فترة من ثلاثة الي ست  شهور وتنقص تدريجيا في الشهرين الأخيرين قبل التوقف تماما وعموما نسبة الشفاء في هذا العقار جيدة  خاصة اذا تم اخذه مع عقار الديتروبان فإن النتائج لاثنين معا أفضل من كل منهما على حده..
2. عقار ديتروبان Ditropan من مضادات الكولين وله تأثير مباشر على عضلة المثانة يقلل من انقباضها وهناك عقار مشابه له ليفزين   levsin  تبدأ جرعة ديتروبان ب 5 مجم قرص قبل النوم للأطفال اكبر من خمس سنوات وللأكبر سنا يعطي قرص 10 مجم قبل النوم ونسبة الشفاء والتحسن مع هذا العقار جيدة والافضل أخذه مع عقار التفرانيل بالجرعه المحدده لكليهما وذلك لتحسين النتائج فان كليهما معا له نتائج تصل إلى 90% من النجاح وأكثر .
3. عقار مينرين  Minirin  اوديسموبريسين   مضاد لهرمون تركيز البول ويعمل عن طريق تقليل كمية البول المتكونة ومتوفر منه أقراص بخاخة للأنف ويستمر مفعوله حوالي 6 ساعات وتبدأ الجرعة ببخه في كل فتحة انف( 20 ميكرو جرام ) قبل النوم وخلال أسبوعين إذ لم يكن هناك نتائج مرضية تضاعف الجرعة ويستمر العلاج أيضا لمدة من ثلاثة إلى ستة شهور وتم إنقاصها تدريجيا قبل التوقف .في الحقيقة يعتبر هذا العقار أكثر هذه الأدوية آمنة وآثاره الجانبية قليلة جدا ودرجة فعاليته كبيرة ولكنه مقارنة بالأدوية السابقة فهو ذو ثمن عالي نسبيا
4. في الحالات الشديدة والأطفال الأكبر سنا يتم استعمال اكثر من  وسيلة او عقار  في نفس الوقت فمثلا استعمال جهاز التنبيه مع عقار ديتروبان وهكذا