ماهى المناعة؟ مكونات الجهاز المناعى
الاصل في الانسان هو انه صحيح ومناعته سليمه فالله سبحانه وتعالى جعل الصحة هي الأصل والمرض استثناء لذلك أن اتباع نظام حياة صحي يساعد ويقوي جهاز المناعة هذه الأمور ممارسة رياضة يوميا واكل سلطه خضراء أو فاكهة يوميا وشرب الماء بكثرة طول اليوم.
مكونات الجهاز المناعى
من المفارقات ان جهاز المناعه الذي يعمل داخلك طوال حياتك لاتعرف عنه شيئا وعن مكوناته فأنت مثلا تعرف ان فى صدرك قلب ورئتين ولكن هل سمعت عن الغده التوته؟!
انها غده مهمه جدا وموجوده فى صدرك ايضا. لذلك علينا ان نستعرض مكونات الجهاز المناعى بقدر مختصر ليتسنى لنا معرفة وظيفة كل جزء ونبذه عن هذا الجهاز الحيوى لنا :
- الغده التوته thymus gland
- الطحال spleen
- الجهاز الليمفاوي lymph system
- نخاع العظم bone marrow
- الأجسام المضادة antibodies
- الجهاز المتتالي complement system
- الهرمونات hormones
الجهاز الليمفاوي lymph system :
ربما تعرف الأمهات شيئا عن هذا الجهاز عندما يحدث تورم بالرقبة عند الطفل ويسمونه غدد ليمفاوية. إن الغدد الليمفاوية ليست هى كل مكونات الجهاز الليمفاوى وإنما فقط هى جزء منه فهناك الأوعية الليمفاوية التى تنتشر فى الجسم كله تماما مثل الأوعية الدموية.
الاختلاف الاساسى ان ضخ الدم فى الاوعية الدموية عن طريق مضخة- القلب- اما فى الاوعيه الليمفاويه فان السائل ينساب بشكل سلبى ويدفع عن طريق حركة العضلات ويشبه ذلك تماما حركة الماء والصرف الصحى حيث هنا الماء هو الدم ويضخ بمضخة والصرف الصحى هو الليمف ويتحرك بالجاذبيه .
أن الليمف عبارة عن سائل رائق ابيض مكون من ماء و مغذيات فهو عبارة عن بلازما الدم إلى الدم نقص كريات الدم الحمراء والبيضاء.
ان كل خلية فى الجسم ليس لها وعاء دموى خاص بها لتحصل من خلالها على الاكسجين والغذاء وتتخلص عن طريقه من المواد الخارجة عن عملياتها الكيماويه – هذه وظيفة الليمف حيث ان الدم ينقل هذه المواد( الاكسجين والغذاء الى الليمف عن طريق الشعيرات الدمويه ويحملها السائل الليمفاوي إلى الخلايا ويحمل من الخلايا البروتينات المصنعة فيها ونواتج الأيض والمخلفات الناتجة عن العمليات الكيميائية التى تتم فى الخلايا للتخلص منها ويحملها الليمف بعيدا ومن مهمة الليمف انه يصفى هذه السوائل من اى بكتيريا تكون قد وصلت إليها.
الاوعيه الليمفاويه الصغيره تجمع الليمف الى أوعية أكبر إلى الغدد الليمفاوية ويتم معالجة هذا السائل حيث تحتوى هذه الغدد على أنسجة مصفيه وعدد كبير من الخلايا الليمفاوية التى تبتلع البكتيريا وعندما يكون هناك غزو بكتيرى كبير تتورم الغدد الليمفاوية التى تخدم احد الاماكن فى الجسم نتيجة ابتلاع عدد هائل( ملايين) من البكتيريا فى هذا المكان وتكون مؤلمة ودليل ملموس على أن جهاز المناعة يؤدي دوره!
وبمجرد تصفية السائل الليمفاوى فى الغدد الليمفاويه يدخل مرة اخرى الى الدم(بعد أن تمت معالجته)
غدة التوتة thymus gland :
إن هذه الغدة التي تشبه ثمرة التوت فى الشكل والحجم موجوده فى الصدر بين عظام الثدى والقلب.أنها المسئولة عن إنتاج خلايا تى وهى هامه جدا فى حديثى الولادة والأطفال وبدونها ينهار جهاز المناعة لحديثى الولاده ويموتون ولكن أهميتها تقل فى البالغين حيث تقوم اعضاء اخرى بالمهمة ولكنها مهمة أيضا لإنتاج خلايا تي التي سنرى أهميتها لاحقا .
الطحال spleen :
أن الطحال يقوم بتصفية الدم من الخلايا الغريبة وكذلك الخلايا الهرمة من كريات الدم الحمراء والبيضاء ويستبدلها بأخرى شابة والأشخاص الذين يتم عندهم استئصال الطحال لأى سبب مثل حادث مثلا يكونون معرضين للمرض أكثر من غيرهم .
نخاع العظم bone marrow :
ان نخاع العظم مسئول عن إنتاج خلايا الدم الجديدة البيضاء والحمراء وبالنسبة الحمراء فإنه يقوم بتصنيعها بالكامل داخل النخاع ثم تضخ فى الدم اما بالنسبة للكريات البيضاء فإنها تنضج في أماكن أخرى . ان النخاع ينتج الخلايا الاصلية stem cells(خلايا النشأة) وتسمى كذلك لانها اصل الخلايا وتستطيع التحور الى أنواع عديدة من الخلايا وكذلك تتحول إلى أنواع متخصصة من خلايا الدم البيضاء .
الأجسام المضادة antibodies :
تنتج الأجسام المضادة بواسطة كرات الدم البيضاء وهي عبارة عن سلسلة من جزيئات البروتين. هناك ملايين من الأجسام المضادة
المختلفة موجودة فى الدم كل منها حساس لمسبب معين . إن هذه الجزيئات يتم تصنيعها بالكبد وتنشط هذه البروتينات بواسطة خلايا اخرى من الكرات البيضاء عندما يهاجم مسبب معين( بكتيريا او سم او فيروس)فإنها تسبب تحلله وابتلاعه ثم إزالته .
الهرمونات hormones :
هناك العديد من الهرمونات التي يتم فرزها بواسطة جهاز المناعه وعموما تسمى هرمونات ليمفيهlymphokins وهناك ايضا هرمونات تثبيط جهاز المناعة واشهرها الكورتيزونات ( لذلك ينصح دائما تعاطى هذه المركبات بحرص وتحت اشراف طبى) ان هرمون تايموسين الذي يفرز بواسطة الغدة التوته يشجع إنتاج الخلايا الليمفاوية (نوع من كريات الدم البيضاء) وهناك هرمون انترلوكين interleukins وهى انواع تفرز بواسطة كريات الدم البيضاء وهى عديدة فهناك interleukin 1 انترلوكين 1 والذى يفرز بواسطة الخلايا الملتهمة عندما يتم ابتلاع جسم غريب(ميكروب مثلا) ليعمل على تحلله ولهذا الهرمون اثر جانبى مثير للاهتمام فهو يسبب ما يعرف بالحمى(ارتفاع درجة حرارة الجسم) والإحساس بالتعب وهي وسيلة لقتل بعض البكتيريا!
عامل تحلل الأورام :
ان هذا الجزء ينتج ايضا من الخلايا الملتهمة ويستطيع قتل خلايا الأورام وتحللها وكذلك يؤدى إلى الالتئام فيما بعد .
الإنترفيرون interferon :
إن هذا الجزيء البروتيني هو مضاد الفيروسات الأساسى فى جهاز المناعة ويتم انتاجه بواسطة معظم خلايا الجسم وتعطى الخلايا إشارات لبعضها البعض هي عبارة عن مركبات كيماوية عند اكتشاف فيروس ووظيفة الانترفيرون ايقاف تكاثر الفيروس .
كريات الدم البيضاء white blood cells :
هى أهم مكونات جهاز المناعة وهى عباره عن مجموعه من الخلايا التى تعمل معا لتدمير الميكروبات وهى تبلغ حوالي 16 نوع سنتكلم عنها بايجاز:
الخلايا البيضاء leukocytes :
أن الخلايا البيضاء تطلق على كريات الدم البيضاء كلها وهى تعمل بشكل مستقل ومتنوع الوظائف وأكثرها لا يستطيع الانقسام والتكاثر ولكن يتم تصنيعها في نخاع العظم وهي تنقسم الى ثلاثة اقسام :
الخلايا الجسيميه granulocytes :
تبلغ من 50-60% من كل الخلايا البيضاء وهى نفسها تنقسم الى ثلاثة اقسام حسب صبغتها حمضية (حمراء) وقلويه(زرقاء) ومتعادلة وهى تحتوى على جسيمات granules ولذلك سميت بهذا الاسم وهذه الجسيمات ماهي الا مواد كيميائية تعتمد نوعها على نوع الخلية .
الخلايا المتعادلة neutrophils :
هي أكثر الخلايا البيضاء شيوعا فى الجسم . ان نخاع العظم ينتج كل يوم منها تريليونات! كل يوم ويطلقها فى الدم ولكن عمرها قصير اقل من يوم. عندما تكون فى الدم تستطيع التحرك عبر الشعيرات الدموية الى الانسجة وهي تنجذب الى المواد الغريبة واماكن الالتهاب والبكتيريا . عندما يحدث جرح تندفع هذه الخلايا بأعداد هائلة إلى مكان الجرح نتيجة خروج مواد كيميائيه من مكان الجرح تكون بمثابة
الاشاره التى تجذب الخلايا المتعادلة وبمجرد العثور على أى أجسام غريبة أو بكتيريا تبتلعها الخلايا المتعادلة تفرز إنزيمات تحلل هذه البكتيريا وقتلها ويلاحظ عند حدوث غزو بأعداد كبيرة للبكتيريا تكون ما يعرف بـ الصديد وهو عباره عن هذه الخلايا المتعادلة التى ابتلعت ملايين البكتيريا وقتلها وماتت معها( هذه هي التضحية الحقيقية!) اذن الصديد هذا علامه مهمه على ان جهاز المناعة يعمل ويعمل بل انه يضحى من اجل الجسم.
الخلايا الحمضيه eosinophils :
أقل شيوعا من المتعادلة وتركز على الطفيليات فى الجلد والرئتين
الخلايا القلوية basophils :
أقل شيوعا وتركز على حمل الهيستامين وهو مادة مسببة للالتهاب والحساسية ومن وجهة نظر جهاز المناعه ان الالتهاب شيء جيد! انه يحمل الدم أكثر الى المنطقة المعنية بسبب اتساع الشعيرات الدموية وبالتالى خلايا الدم البيضاء تستطيع الحضور بأعداد كبيرة للمناطق المنكوبة! أرأيتم؟ ما نعتبره شيء سيء وهو الالتهاب هو في الواقع مفيد!
الخلايا اللمفية lymphocytes :
تبلغ حوالى 30-40%من كل الخلايا البيضاء وهى تتحول الى خلايا ملتهمة كبرى عند حدوث غزو بكتيرى للجسم .كل الخلايا البيضاء تبدأ في نخاع العظم على هيئة خلايا اصلية-نخاعية-ثم تتحول الى الأنواع المختلفة بعد ذلك عندما تنضج . مثلا عندما نأتي فأر تجارب و تعرضه للإشعاع للقضاء على قدرة نخاع العظم لإنتاج خلايا جديدة(لاحظوا خطر الاشعاع) وثم بعد ذلك نحقن خلايا اصليه او نخاعية فى دمه فان هذه الخلايا تنقسم وتتحول في دمه الى الأنواع المختلفة من الخلايا البيضاء وتسمى هذه العملية ببساطة زرع نخاع عظم! وتتم بنجاح من متبرع فى حالات كثيرة.ان الخلايا الاصلية او النخامية التي تم حقنها في الدم تتجه الى نخاع العظم وتستوطن وتبدأ فى عملها على الفور.
الخلايا الملتهمة الكبيرة macrophages :
هي أكبر الخلايا النوعية للكريات البيضاء وهى متخصصة بحسب العضو الذى تعمل فيه فهناك النوع الموجود فى الرئتين ينتشر بين
الأنسجة والحويصلات الهوائية تلتهم جزيئات الأتربة والدخان التي يتم استنشاقها( المدخنون يستهلكون قدرا كبيرا من هذه الخلايا ويجدونها وبالتالى يؤثر ذلك سلبا على جهاز المناعة هذا غير الاضرار الاخرى) وكذلك بعض البكتيريا والميكروبات التى تنجح فى الوصول الى هذه الاماكن وفى الجلد تسمى خلايا لانجرهانس ومن ضمن مهامها إخلاء القتلى من الخلايا المتعادلة وتنظيف الصديد وذلك كجزء من عملية الالتئام( الشفاء) .
الخلايا الليمفاوية lymphocytes :
هذه الخلايا تتولى معظم المهام فى مجابهة البكتيريا والفيروسات, إنها تبدأ من نخاع العظم وتسمى عندها خلايا بى والتى تبدأ من الغدة التوته تسمى خلايا تى وكلاهما موجود فى تيار الدم ولكنهما مركزين فى الأنسجة الليمفاوية مثل الغدد الليمفاوية والطحال والغدة التوته بالصدر وكذلك يوجد منها بكثرة في الأنسجة الليمفاوية بالجهاز الهضمى .
خلايا بى B-cells :
عندما تستثار تنضج لتصبح خلايا بلازما والتى تنتج الأجسام المضادة وذلك أن خلية بى خاصه تتحول الى نموذج جرثومة معينة وتكون لها جسم مضاد وعندما تدخل هذه الجرثومة(الحقيقيه) الى الجسم تميزها خلايا بى وتنتج من الأجسام المضادة لها ملايين مما يؤدى الى توقف تأثيره وتحللها .
خلايا تى T-cells :
أما خلايا تى فتهاجم هذه الخلايا المعادية وتقتلها وتسمى عندها الخلايا القاتلة وتستطيع ان تتحرى وتبحث عن الخلايا التي تحمل فيروسات وفى الحال تهاجمها وتقتلها وهناك نوعان من خلايا تى : خلايا تي المساعدة وخلايا تي المثبطة أما الخلايا المساعدة فهى لازمة لتتمة عمليات خلايا بى والأجسام المضادة و الخلايا المثبطة هى للضبط والسيطرة على رد الفعل عند الجهاز المناعى بحيث لا تنفلت الأمور ويكفي ان تعرف اهمية دور هذه الخلايا انه فى حالة وجود خلل بها يهاجم جهاز المناعة بعض أنسجة الجسم ويتعامل معها على أنها معادية! وينتج عن ذلك أمراض معروفة مثل الروماتويد.
ولكن فى العاده والطبيعى يؤدى جهاز المناعه دوره بشكل مذهل للغايه منتهى التنسيق كل هذه الخلايا التى ذكرناها وأكثر تؤدى دورها بشكل متناسق ومتضافر في سلسلة معقدة من العمليات الكيميائية الدقيقة ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون* الذاريات 21) .
بسبب ان كريات الدم البيضاء هى الاهم فى جهاز المناعه فإنها تستخدم كمقياس لكفاءة هذا الجهاز فعندما تسمع أن شخصا مناعته جيدة أو ضعيفة فإن ذلك عادة ما يتم حسابه بتحليل وعد كريات الدم البيضاء كما ونوعا يتراوح العدد الطبيعى لها بين 4000-11000 فى الميكروليتر ونسبة الخلايا تى المساعدة إلى خلايا تى المثبطة 1.8-2 ومعنى ذلك أن هناك توازن دقيق بينها وأن أي اخلال بهذا التوازن = مرض كما تتراوح أعداد الخلايا المتعادلة بين 1500-8000 في الميكروليتر .
هناك سؤال مهم جدا يجب أن يخطر على بالنا وهو كيف يميز جهاز المناعه بين ماهو ذاتي(أنسجة الجسم وخلاياه) وبين ماهو غريب؟ اى لماذا تهاجم خلايا جهاز المناعة الخلايا الغريبة عن الجسم ولا تهاجم خلايا الجسم؟
هناك نظام غايه فى الدقه والروعه يحكم هذا الأمر: فى كل خلية من خلايا الجسم يوجد شفره (علامه)عليها وهى عباره عن مركب كيميائي يسمى مركب التميز الذاتى وهو يعرف خلايا الجسم على أنها ذاتية وهو موجود فى كل خلايا الجسم ويعتبر بطاقة الهوية لكل خليه ولا يتشابه شخصان فى هذا الخصوص إلا فى حالات نادرة مثل التوائم المتطابقة , اذن اى خليه لا تحمل هذه الهوية تعامل على أنها آخر ويتم مهاجمتها على الفور من قبل جهاز المناعة.
ان هذه العلامات أو المركبات التى تعطى للخلايا يتم تشفيرها عن طريق الجينات والمحملة على كروموزوم 6 وكل جين يحمل عدد مختلف من الشفرات , إذن كما علمنا فى موضوع الجينوم نادرا ما يتشابه شخصان فى بطاقة الهوية هذه ويسمى هذا تحديد نوعى للانسجه وهو هام للغاية فى موضوع نقل الأعضاء مثل نقل كلى من شخص لآخر فإن بطاقة الهوية الموجودة على الكلية المنقولة عندما تكون مختلفة (غالبا) عن الهوية الموجودة لباقى الجسم المنقول إليه سيتم تصنيفها على أنها آخر ويتم مهاجمتها وإجهاض عملية النقل وفشلها لو لم يتم وقف هذه العملية وذلك بتثبيط جهاز المناعة بإعطاء بعض المركبات التي تقوم بذلك مع ملاحظة هنا أن تتخذ إجراءات احتياطية كبيرة ورغم ذلك هناك مخاطرة كبرى بهذا الخصوص حيث أن تثبيط جهاز المناعة شىء فى منتهى الخطوره .
فى احيان اخرى عند حدوث خلل فى الجينات المسئولة عن تشفير خلايا الجسم واعطائه بطاقة هويه خاصه بها يحدث خطأ فى بعض الأنسجة في الجسم أن تأخذ هوية مختلفة عن باقى الجسم حيث تترجم الإنزيمات الناتجة على سطح هذه الخلايا خطأ فيتم مهاجمتها على أنها آخر وينتج ما يعرف بالأمراض المناعية مثل الروماتويد الذي تهاجم فيه خلايا جهاز المناعة أنسجة المفاصل وتسبب تورم وآلام مبرحة ومشاكل كثيرة لهؤلاء المرضى.